الترفيه كمالية أم من ضرورات الحياة؟
أغلب الناس يربط الترفيه بنمط حياة معين، وأن الترفيه كمالية لحياة الناس. ولكن اذا نظرنا للتاريخ وحياة الشعوب في كل الأزمان، لوجدنا الترفيه جزء لا يتجزأ من تاريخهم وحياتهم. فالترفيه بمفهومه الواسع يشمل نماذج وأنماط عدة
فلكل زمن الترفيه الخاص به من العاب واغاني وأشياء مختلفة يتمتع بها الناس
لانروح بعيد، انظر لترفيه اجدادنا وترفيه آباءنا وترفيهنا وترفيه اولادنا. ستجد تغير عجيب ومفارقات كثيرة. الترفيه للمجتمعات هو طريقة للتعبير بها عن ثقافتهم واحوالهم، وهو طريقة لمعالجة همومهم وطريقة للهروب من الواقع ولو لساعات قليلة تبعده عن مصاعب الحياة وتنقله لعالم رائع
ومع تطور اشكال وقنوات الترفيه عبر الزمن، من الشعر والغناء إلى المسرحيات والتمثيل والتلفزيون، إلى المدن الترفيهية، وحاليًا الترفيه الالكتروني
سأركز في هذا المقال على المدن الترفيهية وأهميتها في بناء الاقتصاد ونقل تجارب وحضارات وثقافات الشعوب المختلفة
بالرجوع لعام 1928 والت ديزني صنع أجمل الحكايات وأجمل الأفلام وأسعد الأماكن. وبفضول طفل صغير بدأ ثورة في عالم الترفيه
ومع تطور اشكال وقنوات الترفيه عبر الزمن، من الشعر والغناء إلى المسرحيات والتمثيل والتلفزيون، إلى المدن الترفيهية، وحاليًا الترفيه الالكتروني
سأركز في هذا المقال على المدن الترفيهية وأهميتها في بناء الاقتصاد ونقل تجارب وحضارات وثقافات الشعوب المختلفة
بالرجوع لعام 1928 والت ديزني صنع أجمل الحكايات وأجمل الأفلام وأسعد الأماكن. وبفضول طفل صغير بدأ ثورة في عالم الترفيه
الترفيه والاقتصاد
عام 1928 كان بداية أحداث مهمة جدا في تاريخ أمريكا، فقد بدأت أسوأ نكسة اقتصادية في تاريخ أمريكا وكانت حقبة الكساد العظيم
(Great Depression)
هذه الفترة أثرت على كبرى الشركات والمصانع والبنوك في أميركا، وكان ملايين الناس بدون عمل ودخل.
على الصعيد الآخر وخلال هذه الفترة، أنتج والت دزني أول فلم متحرك كامل بقيمة مليون ونصف دولار. وكان نجاح الفلم كبير جدا، وكان هو نواة نجاحات والت في المستقبل والتي كان لها الفضل بأن افتتح دزني لاند عام 1955م وبنا والت امبراطورية ترفيهية اكتسحت العالم
افتتاح دزني لاند كان له أثر كبير على ولاية اورلاندو التي يعتمد اقتصادها حاليًا على المدن السياحة والمدن الترفيهية
ننتقل لعام 2018
Disney World
أكثر منتجع ترفيهي زيارة في العالم بواقع 58 مليون زائر
وهنا مقارنة بسيطة لعدد زوار مختلف المدن الترفيهية حول العالم والتي تتصدرها المدن الترفيهية التابعة لديزني
المدن الترفيهية صناعة ضخمة جدًا، فهي محرك أساسي للاقتصاد ومحرك لكثير من القطاعات الأخرى حولها حيث أنها:
- تزيد من عدد السياح للمنطقة وبالتالي توفر فرص جديدة لجهات وشركات عديدة مثل شركات الطيران والرحلات السياحية
- توظيف عدد كبير من السكان حيث ان تشغيلها يتطلب طاقم كبير بمختلف المهن والمهارات من البسيطة للمعقدة والتي تطلب اختصاصات دقيقة و دراسات عليا
- تزيد من الفرص التجارية حولها من خدمات، وفنادق، ومطاعم وغيرها. فهي جزء مهم جدا لتشغيل العديد من القطاعات الأخرى. فعدد الزوار التي تستقطبه هذه المدن الترفيهية كفيل بدخول كثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة لخدمة السياح
في الولايات المتحدة، انفق الناس على المدن الترفيهية قرابة 22 بليون دولار خلال 2019، ،هو رقم ضخم مقارنة بالصناعات الأخرى. ولذلك اتجهت كثير من الدول لمحاولة بناء وتشغيل المدن الترفيهية لاستقطاب السياح من الخارج وزيادة الإنفاق على الترفيه وتعزيز الاقتصاد به.
ومن التجارب الاقليمية خططت دولة الامارات لاستثمار ٦ بليون دولار في بناء المدن الترفيهية ومن أضخم هذه المشاريع دبي باركس التي تضم ثلاثة منتزهات ترفيهية وهي “موشنجيت دبي” و”بوليوود باركس دبي” و”ليجولاند دبي”، بالإضافة الى ريفرلاند دبي، حيث كان من المتوقع ان تجذب هذه المدن الترفيهية 6.7 مليون زائر في عام 2017 واستهداف 70% من الزوار من الخارج.
هل نجحت؟!
الحقيقة أنه في عام 2018 كان عدد الزوار لدبي باركس 2.8 مليون زائر ونسبة الزوار من الخارج 40% فقط. كما أن انطباعات الزوار عن هذه المدن الترفيهية لم تكن جيدة وليست في المستوى المآمول. فهي كانت تفتقد لأهم عنصر في المدن الترفيهية، وهو عنصر الإنبهار.
عندما تذهب لأحد هذه المدن الترفيهية، فإنك لا تشعر بالانعزال عن العالم الخارجي و الانتقال للعيش داخل قصص رائعة. كان ينقص هذه المدن تصميم لتجربة الزوار فقد كانت ضعيف جدا مقارنة بالمدن الترفيهية حول العالم. وهنا نلاحظ أن تصميم تجربة الزائر هو أمر مهم جدا لضمان نجاح و تميز اي مشروع ، .
وبامكانكم الاطلاع على مقال الاستاذة/ ريم المطيري الذي شرح ذلك بشكل مختصر ومفيد
طموحنا عنان السماء
موسم الرياض ٢٠١٩ كان نقطة تحول كبير في السوق الترفيهي السعودي وفي الرياض تحديدًا. فقد أثبت موسم الرياض بمناطقه المختلفة على:
- إثبات جدوى المراكز الترفيهية الدائمة
- الطلب العالي على المطاعم الجديدة والعالمية
- شغف الناس للاستمتاع بالمدن الترفيهية
- الشعبية الجماهيرية الكبير للمسرحيات بمختلف أنواعها محلية كانت أم عالمية
- كما أثبت وجود سوق كبير في الرياض والمنطقة يخدم المشاريع التي تستهدف شريحة محددة مثل محبي الأنمي وغيرها
في الولايات المتحدة، انفق الناس على المدن الترفيهية قرابة 22 بليون دولار خلال 2019، ،هو رقم ضخم مقارنة بالصناعات الأخرى. ولذلك اتجهت كثير من الدول لمحاولة بناء وتشغيل المدن الترفيهية لاستقطاب السياح من الخارج وزيادة الإنفاق على الترفيه وتعزيز الاقتصاد به.
ومن التجارب الاقليمية خططت دولة الامارات لاستثمار ٦ بليون دولار في بناء المدن الترفيهية ومن أضخم هذه المشاريع دبي باركس التي تضم ثلاثة منتزهات ترفيهية وهي “موشنجيت دبي” و”بوليوود باركس دبي” و”ليجولاند دبي”، بالإضافة الى ريفرلاند دبي، حيث كان من المتوقع ان تجذب هذه المدن الترفيهية 6.7 مليون زائر في عام 2017 واستهداف 70% من الزوار من الخارج.
ولنسلط الضوء على ونتروندرلاند الرياض كوننا في نطاق المدن الترفيهية. فقد أحيت ونتروندرلاند الرياض فكرة المدن الترفيهية من جديد في السعودية. فعلا الرغم من تواضع الطابع العام بها، إلا أنها لاقت نجاح كبيرة. فقد كانت محور أساسي لخلق ذكريات جديدة للزوار من خلال تقديم تجارب ترفيهية يتم تجربتها من الزوار لأول مرة. مثل الألعاب الجديدة وبيت الرعب والعاب الكرنفال والسينما المفتوحة بطريقة رائعة. تجربة شيء جديد دائما ما يكون له وقع خاص في صناعة الذكريات للزوار. ونتمنى أن يُبنى على نجاح ونترلاند الرياض مشاريع أكبر أنجح في المستقبل القريب باذن الله.
في رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ تم التركيز على هذا الجانب. فأحد المشاريع التي نفخر بها جميعاً كسعوديين هو مشروع القدية، التي أتمنى انه استفاد من التجربة الإماراتية وموسم الرياض. مشروع القدية مشروع كبير وطموح جدا ويعزز مكانة المملكة السياحية والترفيهية. بالتركيز على هذه المشاريع الكبيرة وانجاحها بالطريقة الصحيحة سيكون محطة جديدة ورائعة لنشر ثقافتنا وتعزيز مكانتنا السياحية.
